شهدت سماء المملكة العربية السعودية تعامد القمر على الكعبة المشرفة، حيث عبر القمر من أمام كوكب المشترى فى ظاهرة فلكية تسمى "الاحتجاب"، وذلك قبل شروق الشمس فى تمام الساعة 5:47، حيث أكمل حركته عبر قبة السماء إلى أن وصل إلى نقطة التعامد مع الكعبة المشرفة الساعة 9:15:19 صباحا، وانتظما فى استقامة واحدة ووقع القمر على مسافة 403.460 كيلو مترا، وأضىء بنسبة 14.1 فى المائة، والزاوية الفاصلة بين الشمس والقمر 44 درجة، وهو التعامد السادس خلال العام الحالى والرابع الذى يحدث نهارا، كما تم رصد تعامد القمر بالعين المجردة، وبحسب تأكيدات علماء الفلك فإن اتجاه القمر هو اتجاه القبلة
وبعد مغادرة القمر نقطة التعامد صارت نحوها الشمس "ظاهريا"، حيث وصل إليها بعد تعامد القمر بـ3 ساعات و11 دقيقة، إلى أن أصبحت فى خط واحد مع الكعبة المشرفة عند الساعة 45:26 :12ظهراً وهو موعد أذان الظهر فى المسجد الحرام.
وتعتبر الظواهر الفلكية التى شاهدتها المملكة وتمت رؤيتها بالعين المجردة خلال يوم واحد، نادرة الحدوث حيث بدأت بعبور القمر أمام كوكب المشترى الذى يحجبه كلياً لفترة مؤقتة قبل شروق الشمس، يتبع ذلك ببضع ساعات التعامد السادس للقمر والرابع الذى يحدث نهاراً على الكعبة المشرفة، ويعقب ذلك بـ3 ساعات و11 دقيقة التعامد الثانى والأخير للشمس على الكعبة المشرفة خلال العام الهجرى الحالى.
علماء الفلك أكدوا أن الاستفادة من هذه الظاهرة تفيد فى تحديد وتصحيح اتجاه القبلة من كل البلاد والأماكن بنصف الكرة الأرضية المضاءة بالشمس، ففى لحظة التعامد تكون الشمس مشاهدة فى كافة المناطق المجاورة للقطب الشمالى وأوروبا وإفريقيا وروسيا والصين وشرق آسيا، حيث يكون أفضل توقيت لتلك المناطق فى معرفة اتجاه القبلة هو وقت الغروب، ويكون عن طريق النظر إلى الشمس، أما فى أمريكا الشمالية والجنوبية فيتم تحديد اتجاه القبلة الدقيق عند شروق شمس اليوم.
كما حذروا من النظر المباشر لقرص الشمس، سواء فى توقيت التعامد أو فى باقى أيام السنة، من خلال التليسكوبات والمناظير غير المزودة بمرشحات ضوئية، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة تعمل على تركيز أشعة الشمس وأخطرها الأشعة فوق البنفسجية التى تتسبب فى حرق شبكية العين.